تنظم جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ندوة علمية بعنوان "الترجمة والذكاء الاصطناعي" يوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 من الساعة 9:30 إلى 11:30 صباحا في فندق ريتز-كارلتون – الدوحة، وذلك ضمن الفعاليات العلمية المرافقة للحفل التكريمي للفائزين في الدورة الحادية عشرة للجائزة.
تأتي هذه الندوة في سياق سعي الجائزة إلى مواكبة التحولات المتسارعة التي أحدثتها تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات اللغة وصناعات المحتوى، وما رافق ذلك من أسئلة مهنية وأكاديمية وثقافية حول مستقبل الترجمة. فالترجمة الآلية وأدواتها الجديدة لم تعد مسألة تقنية بحتة، بل أصبحت عنصراً مؤثراً في طرق إنتاج المعرفة وتداولها، وفي طبيعة المهارات المطلوبة من المترجمين والباحثين في العالم العربي.
وتجمع الندوة بين البعدين التطبيقي والنقدي، عبر ثلاث مداخلات يقدمها نخبة من الخبراء والباحثين:
- أدوات ذكية ومصادر معجمية مفتوحة المصدر لخدمة الترجمة والتعريب
يقدّم هذه المداخلة الأستاذ مصطفى جرّار (فلسطين)، أستاذ علم الحاسوب في جامعة بيرزيت وجامعة حمد بن خليفة، ومدير برنامج الدكتوراه ومختبر ابن سينا لحوسبة اللغة والذكاء الاصطناعي، وله سجل بحثي واسع في الذكاء الاصطناعي وحوسبة اللغات وتطوير الموارد الرقمية.
وتستعرض مداخلته مجموعة من الأدوات الذكية والمصادر اللغوية المفتوحة المصدر المصممة لخدمة الترجمة والتعريب، مثل محرك بحث معجمي يضم قرابة 150 معجماً، والأنطولوجيا العربية لتوصيف المعاني وتصنيفها، ومدونات اللهجات العربية وترجماتها، إضافةً إلى أدوات استخراج المترادفات والترجمات تلقائياً ومحللات صرفية ودلالية متقدمة للغة العربية. وتركّز الورقة على كيف يمكن لهذه البنى الرقمية أن ترفع جودة الترجمة العربية وتوسّع آفاق العمل المعجمي والتعريبي.
- الترجمة والذكاء الاصطناعي: فجوات معرفية وأكاديمية في المشهد العربي
يشارك في هذا المحور الدكتور غسّان مراد (لبنان)، أستاذ دكتور وباحث في حوسبة اللغة والذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي في الجامعة اللبنانية، وباحث مشارك في مختبر الألسنية المعلوماتية والعلوم الإدراكية بجامعة السوربون، وله مؤلفات ودراسات متعددة اللغات في قضايا التحول الرقمي واللغة.
وتناقش مداخلته واقع الفجوات المعرفية عربياً في المجال الرقمي، حيث يشير إلى أن المحتوى الرقمي العربي لا يزال محدوداً (قرابة 3%) رغم اتساع قاعدة المتحدثين بالعربية، وما يترتب على ذلك من صعوبات في الوصول إلى المعرفة الرقمية المتطورة، وانعكاسه على تكوين المترجمين وقدرتهم على مواكبة التحول التقني.
كما تتوقف الورقة عند ندرة الكتب العلمية المترجمة إلى العربية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وتقترح مبادرات لتعزيز ترجمة أحدث الإصدارات وتصويب مناهج تعليم الترجمة بما يلائم سوق المهنة في العصر الرقمي.
- الذكاء الاصطناعي وفن الترجمة: هوية المعنى أم صراع الإرادات؟
أما المداخلة الثالثة فيقدّمها الأستاذ عبد الحق الزموري (تونس)، وهو باحث جامعي ومترجم متخصص، وله أعمال فكرية وترجمية منشورة وتعاون مع مؤسسات بحثية وترجمية عربية ودولية.
وتطرح مداخلته سؤالاً مركزياً يتجاوز البعد الأداتي للتقنية: هل يستطيع الذكاء الاصطناعي محاكاة التجربة الإنسانية في الترجمة بما تتضمنه من فهم ثقافي وحس جمالي وروح للنص؟
وتسعى الورقة إلى تحليل قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة النصوص الفلسفية ذات البنية المفتوحة، والكشف عن أوجه القصور الثقافي والمعرفي في الترجمة الآلية مقارنة بالترجمة الإنسانية، وإعادة التفكير في موقع المترجم في زمن الخوارزميات.
وتدعو الجائزة الباحثين والمترجمين والمهتمين إلى حضور الندوة والمشاركة في نقاشاتها، إيماناً منها بأن مستقبل الترجمة في العصر الرقمي يقوم على التكامل الخلّاق بين الذكاء الإنساني والذكاء الاصطناعي، بما يحفظ للترجمة قيمتها الثقافية والإنسانية، ويعزز حضور العربية في الفضاء المعرفي العالمي.اضغط هنا لتحميل جدول أعمال الندوة