جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي واليونسكو يدا بيد لدعم تقارب وحوار الثقافات من خلال الترجمة والمثاقفة


باريس – 13 مايو 2024

 

في إطار برنامج الفعاليات الذي أقرته جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي خلال دورتها العاشرة، والتي اختيرت فيها اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية، نظمت الجائزة، بشراكة مع البعثة الدائمة لدولة قطر لدى اليونسكو وقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو، ندوة حول "مساهمة جائزة الشيخ حمد للترجمة في التلاقي الفكري والتفاهم بين الثقافات، ودور الترجمة في الحوار بين الثقافات عبر طرق الحرير" يوم 13 مايو 2024، في مقر اليونسكو بباريس. وقد شهدت الندوة حضور عدد مهم من الهيئات الديبلوماسية من مختلف البلدان.

 تأتي هذه الندوة تعزيزًا لاتفاقية الشراكة التي أبرمت بين اليونسكو وجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم في ديسمبر 2023، والتي تشمل ثلاثة مجالات رئيسية وهي: (1) الترجمة والنشر؛ (2) تعزيز اللغة العربية من أجل التماسك الاجتماعي و(3) تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في الترجمة والقضايا الأخلاقية والمهنية المتعلقة. تشمل المرحلة الأولى من هذه الشراكة ترجمة منشورات اليونسكو حول طرق الحرير إلى اللغة العربية، حيث يعد برنامج طرق الحرير للعلوم الاجتماعية والإنسانية أداة قيمة لفهم كيفية تفاعل الثقافات والمجتمعات وإثراء بعضها البعض.

وقد استُهلت الندوة بكلمة لسعادة السفير الدائم لدولة قطر لدى اليونسكو، الدكتور ناصر حمد الحنزاب، أكّد فيها دور قطر الريادي في مجال تشجيع المثاقفة والحوار بين الأمم. وتلته مداخلة الدكتورة ماريا جرازيا سكويشياريني، مديرة لقسم البحوث والأخلاقيات والإدماج ورئيسة المكتب التنفيذي لقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو، والتي ذكّرت فيها بأهمية اللغة العربية، كونها خامس لغة عالميًّا، يتحدث بها أكثر من 350 مليون شخص، كما أبرزت أهمية الشراكة التي تربط اليونسكو وجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، إذ ستمكن المرحلة الأولى من ترجمة ما يزيد عن 10 منشورات تتضمن أعمالًا بارزة، مثل إصدارات "أوراق طرق الحرير"، ومجلدات مختلفة من "سلسلات التبادلات الثقافية على طول طرق الحرير"، ومجلدات من "عدسة الشباب على طرق الحرير".

ومن جهته، نوه الأستاذ لبيب نحاس، المدير التنفيذي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، بجهود الجائزة على مدى عشر سنوات في دعم الترجمة والمترجمين، حيث كرمّت ما يزيد عن مئتي مترجم ومترجمة، وما يقارب ثلاثين مؤسسة، في تسعة وأربعين بلدًا حول العالم، وعلى ضرورة الاستعداد لتحديات دخول الذكاء الاصطناعي عالم الترجمة وما سيصحب ذلك من تحديات مهنية وأخلاقية، وشدّد على تطلع الجائزة إلى تحويل الشراكة مع اليونسكو إلى نتائج ملموسة تفيد تقارب الثقافات والحضارات وتدعم اللغة العربية.

أما الأستاذة جوناي فارادوفا، مسؤولة البرامج في برنامج طرق الحرير، قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو، فقد استعرضت في مداخلتها مجموعة من المبادرات والفعاليات المتعلقة باللغة العربية، التي تنظمها اليونسكو على مدار السنة، والتي تعكس الأهمية التي توليها المنظمة لهذه اللغة. وعلى رأس هذه الفعاليات، اليوم العالمي للغة العربية، الذي ابتدأ سنة 2017، والذي يشارك فيه نحو 200 من الخبراء العالميين والشخصيات والإعلاميين في كل سنة.

واختُتمت الندوة بمداخلة الدكتور ريشار جاكمون، أستاذ اللغة العربية الحديثة وآدابها في جامعة إيكس-مرسيليا وباحث في معهد البحوث والدراسات حول العالمين العربي والإسلامي، والتي تحدث فيها عن تجربته الثرية في مجال الترجمة الأدبية بين اللغتين العربية والفرنسية، خاصة الأدب المصري الحديث. كما تطرّق إلى بعض العوائق التي تواجه عملية الترجمة من العربية إلى اللغات الغربية، والتي لا تتعدّى 1% من مجموع الترجمات.

تأتي هذه الفعالية ضمن جولة الجائزة الموسعة في عدد كبير من المدن في كل من اسكتلندا وإنكلترا وفرنسا وسويسرا والمغرب للتعريف بالجائزة ورؤيتها، والبحث عن شركاء ومبادرات تصب في هذه الرؤية.

نشر :