«القطري للصحافة» يحتفي بالمترجمين


الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي

أكرم الفرجابي

احتفى المركز القطري للصحافة بالفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها التاسعة لعام 2023، وذلك من خلال تنظيم اللقاء الثقافي والإعلامي المفتوح حول جهود دولة قطر في ترسيخ المثاقفة ونشر السلام «جائزة الشيخ حمد نموذجا» بحضور سعادة السيد سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، ونخبة من الفائزين بالجائزة، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف والجمهور من المهتمين.

واستهلت الدكتورة حنان الفياض الناطق الرسمي والمستشارة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، اللقاء الثقافي والإعلامي المفتوح بالترحيب بالفائزين المشاركين في الجلسة، معربة عن شكرها للمركز القطري للصحافة على استضافته هذه الفعالية، التي تهدف إلى الاطلاع على جانب آخر من حياة هؤلاء المترجمين، الذين أفنوا أعمارهم في نقل الثقافات، مشيرة إلى أنهم لا يرغبون في التحدث عن تحديات الترجمة ومشكلات المثاقفة، والحديث الجاف عن الأعمال العلمية والفكرية، وإنما نريد التحدث أكثر عن الوجه المشرق للسلام، وكيف يرى هؤلاء المترجمون قطر من جانب أنها دولة تهتم بنشر السلام، وتقوم برعاية جائزة هدفها الأسمى هو تكريم المترجمين الذين يسعون إلى تمتين أواصر الصداقة ونشر السلام.

وقالت الفياض في تصريحها لـ «الوطن»: قد لا يفهم البعض فلسفة الجائزة أو رؤيتها، موضحة أن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تتبنى مشروعا إنسانيا نبيلا، أساس هذا المشروع الترجمة، ولكن هو يقوم على فكرة عدم التركيز على لغة واحدة، إنما الإيمان بأن المثاقفة هي حق مشروع لكل الثقافات ويجب أن نتوسع في هذا المجال، مشيرة إلى ضرورة تشجيع علاقات المثاقفة الناضجة بين كل الدول وليس لغة واحدة فقط في هذا العالم، مؤكدة أن هذه هي الفكرة الرئيسية ومنها انطلقت الجزئيات الأخرى، لافتة إلى أن جائزة الشيخ حمد تتبنى تشجيع الترجمة من العربية إلى الإنجليزية في كل عام، وذلك بسبب الحالة الثقافية الخاصة بالترجمة بين الإنجليزية والعربية كحالة ثقافية نشطة، لكنها أيضا تتبنى إضافة إلى ذلك الترجمة من العربية إلى لغات أخرى منذ انطلاق الجائزة في عام 2015، وهي تغطي رقعة جغرافية كبيرة شملت عددا كبيرا من الدول مثل تركيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والصين وروسيا وغيرها.

ومن جانبها قالت المغربية نادية العشيري، الفائزة بالمركز الأول فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية، إنها تعمل كأستاذة باحثة تدرس مادة الترجمة في مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بمدينة طنجة، وهي مؤسسة تابعة لجامعة عبد الملك السعدي، موضحة أنها المرة الأولى التي تزور فيها دولة قطر، معربة عن اندهاشها بجمالية هذا البلد وكرم أهله، متمنية له المزيد من التقدم والازدهار، واصفة نفسها بأنها محظوظة للغاية، لأن الترجمة التي أنجزتها هي وزميلها الأستاذ محمد برادة عن ترجمة كتاب «الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر، الأدب السري للموريسكيين»، للكاتب لوثي لوبيث بارالت، حازت على المرتبة الأولى في فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية، وهي سعيدة وفخورة بهذا الإنجاز الكبير.

ومن ناحيته قال الإسباني خايمي سانشيث راتيا، الفائز بالمركز الأول في فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية، إنه تعلم اللغة العربية في إسبانيا بجامعة مدريد، وقد عمل في عدد من البلدان العربية مثل مصر والمغرب وتونس بمجال الحفريات الأثرية، قبل أن يتحول إلى مجال الترجمة، منوها بأنه يعمل مترجما تحريريا في الأمم المتحدة، باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية، كما عاش فترات من حياته في جنيف ونيويورك، معربا عن حبه الكبير للشعر العربي حيث قام بترجمة كتاب «أخبار أبي تمام» لمحمد بن يحيى الصولي.

ومن جهته أعرب السندي عبد الحي أبرو، الفائز بجائزة الإنجاز في اللغة السندية المركز الإسلامي للبحوث العلمية، عن شكره للقائمين على الجائزة، كما تقدم بالشكر للمركز القطري للصحافة على استضافته هذا اللقاء المفتوح، موضحا أنه قادم من بلد غير عربي لكنه تعلم اللغة العربية، وربما لا يتقنها كما يتقنها اهل اللغة، لافتا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها دولة قطر، مبديا إعجابه بهذا البلد الكريم، قائلا: دولة قطر وإن كانت مساحتها محدودة لكن وقعها في نفوس الأمة الإسلامية كبير، مشيرا إلى استفادتهم من كتب التراث التي تصدرها دولة قطر سواء تلك التي تنشرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أو وزارة الثقافة.

وبدوره قال العراقي د. بسام البزاز، الفائز بجائزة فئة الإنجاز للغة الإسبانية دار ممدوح عدوان للنشر، إنه حاصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة بغداد، بالإضافة إلى حصوله على الدكتوراه في تاريخ اللغة الإسبانية من جامعة غرناطة، لافتا إلى أنه عمل بعدد من الدول مثل المركز الثقافي الإسباني في سوريا ولبنان وجامعة الجزائر، منوها بأن الشخص عندما يتعلم لغة أخرى يقوم بعمل مقارنة بين اللغتين لغته الأم واللغة التي تعلمها وينتهي به الأمر في هذه الحالة مترجما، ثم يبقى الأمر بعد ذلك متروكا للاستعداد لتطوير جهوده إلى ما هو أفضل.

المصدر

 

نشر :